lundi 21 novembre 2016

فتاوي

فتاوي
  • الزواج بنية الطلاق
    • يكثر حديث السائحين عن حكم الزواج بنية الطلاق وصورة ذلك: أن يتزوج المسلم من يجوز له الزواج منها وفي نيته أن يطلقها إذا انتهى من دراسته أو سفره وأراد الرجوع . فما هو الصحيح في ذلك ؟ ينبغي أن يفرق بين الزواج بنية الطلاق وبين نكاح المتعة: فقد أجمع أهل العلم على تحريم نكاح المتعة وهو أن ينكح الرجل المرأة بمقابل مالي مدة معينة يتفقان عليها و ينتهي النكاح بانتهائها من غير طلاق، وليس فيه وجوب نفقة ولا سكنى ولا توارث يجري بينهما. فهذا النكاح كان مباحًا في صدر الإسلام ثم جاء تحريمه، وبقي بعض الصحابة يقولون بحله زمنًا، ثم رجعوا عن القول به، واستقر إجماع الأمة على تحريمه. قال الإمام ابن المنذر:"جاء عن الأوائل الرخصة فيها، ولا أعلم اليوم أحدًا يجيزها إلا بعض الرافضة، ولا معنـى لقولٍ يخالـف كتــاب الله وسنة رسـوله صلى الله عليه وسلم". وقال القاضي عياض: "ثم وقع الإجماع من جميع العلماء على تحريمها إلا الروافض" (انظر فتح الباري 9 / 173). فما هو الزواج بنية الطلاق؟ هو أن يتزوج الرجل المرأة بولي ومهر وشهود وإعلان واستكمال كل الشروط والأركان، ولكن الزوج يضمر في داخله نية تطليقها بعد زمن معين كشهر وسنة أو بعد زمن مجهول، كمتى ما انقضى من عمله ودراسته سواء كان الوقت طويلًا أو قصيرًا. وقد اختلف أهل العلم في هذا النكاح على أقوال: 1- صحة النكاح لاجتماع شروطه وانتفاء موانعه وهو قول جمهور أهل العلم. 2- أن هذا النكاح باطل وحكمه حكم نكاح المتعة وهو قول الأوزاعي والمعتمد عند متأخري الحنابلة، وأفتـــت بذلك اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالمملكة العربية السعودية والشيــخ محمد رشيد رضا رحمه الله. دليل ذلك أنه نوى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". (البخاري 1) وهذا الرجل قد دخل على نكاح مؤقت كالمتعة، فكما أنه إذا نوى التحليل وإن لم يشترطه: صار حكمه حكم المشترط، فكذلك إذا نوى المتعة وإن لم يشترطها، فحكمه كمن نكح نكاح متعة. 3- أنه زواج محرم لما يحتويه من الغش والخداع ولكن العقد صحيح تترتب عليه الأحكام من السكنى والنفقة والتوارث وغير ذلك. فهو محرم لما يعتريه من الخيانة والخداع والغش والله تعالى يقول : }وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا{ وهذا النكاح فيه تلاعب وعبث وتساهل بعقد النكاح. فإن تجرأ عليه أحد من ضعاف النفوس قلنا له العقد صحيح فتثبت جميع أحكام النكاح لأنه مستوف لشروط صحة العقد. وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم وأفتى به المجمع الفقهي وعدد من المعاصرين كالشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله وذلك لعدد من الأمور: • لأن فيه غشًا وخداعًا للمرأة ووليها. • لأن فيه تلاعبًا بعقد النكاح الذي يقول فيه تبارك وتعالى: }وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا{. • لما فيه من شبه بنكـــاح المتعـــة من بعض الوجوه. • ما يحدثه من صورة سيئة عن المسلمين في بلاد الكفر. ولهذ قال مالك رحمه الله: "ليس هذا من أخلاق الناس" (شرح مسلم للنووي 9/182). وقد أفتى بذلك مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي في الدورة الثامنة عشرة، القرار الخامس بتاريخ 12/3/1427 وهذا نصها: "الزواج بنية الطلاق وهو: زواج توافرت فيه أركان النكاح وشروطه وأضمر الزوج في نفسه طلاق المرأة بعد مدة معلومة كعشرة أيام، أو مجهولة ؛ كتعليق الزواج على إتمام دراسته أو تحقيق الغرض الذي قدم من أجله. وهذا النوع من النكاح على الرغم من أن جماعة من العلماء أجـــازوه، إلا أن المجمع يرى منعه؛ لاشتماله على الغش والتدليس. إذ لو علمت المرأة أو وليها بذلك لم يقبلا هذا العقد. ولأنه يؤدي إلى مفاسد عظيمة وأضرار جسيمة تسيء إلى سمعة المسلمين". هل علم الزوجــة بنيــة الزوج تجيز هذا النكاح؟ إن كان هذا الأمر بمعرفة الزوجـــة ولم يذكـــراه في العقد فقيل: إنه يكره ولا يحرم، والصحيح أن هذا محرم لشبهه الكبير بالمتعة ولما فيه من التلاعب بعقد النكاح من الطرفين. قال ابن عثيمين رحمه الله: "والغش والخداع هو أن الزوجة ووليها لو علما بنية هذا الزوج، وأن من نيته أن يستمتع بها ثم يطلقها ما زوَّجوه، فيكون في هذا غش وخداع لهم. فإن بيَّن لهم أنه يريد أن تبقى معه مدة بقائه في هذا البلد، واتفقوا على ذلك: صار نكاحه متعة". (الباب المفتوح سؤال 1391) 1. نكاح المتعة محرم بإجماع أهل العلم وهو ما حصل الاتفــــاق في العقد على مــــدة يحصل بعدها انفساخ العقد. 2. إذا تزوج ونيتــه مترددة بين أن يطلـــق أو يمسك فهذا نكاح صحيح جائز. 3. إذا تـــزوج وفي نيته أن يطلق في زمن قريب أو بعيد فهذا نكاح محرم لما فيه من الغش والتلاعب بالنكاح. 4. من تزوج بنية الطلاق فقد ثبتت له وعليه أحكام النكاح فالعقد صحيح مع الإثم ولا يلزمه أن يطلق. 5. إذا علمت المرأة بنية الرجل فهذا لا يسوغ الزواج بنية الطلاق لما فيه من الشبه بنكاح المتعة والتلاعب بعقد النكاح من الطرفين. أحكام فقهية للدليل الفقهي
  • منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي" الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين آثمة عند منبري فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر". ومما ورد في أساس منبره صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يستند إلى جذع نخلة أثناء خطبته إذا طال به الوقت. كما جاء في الحديث عن أبي بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قام فأطال القيام، فكان يشق عليه قيامه، فأتى بجذع نخلة، فحفر له وأقيم إلى جنبه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، وطال القيام استند إليه فاتكأ عليه، فبصر به رجل كان ورد المدينة، فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أن محمداً يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلساً يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أتوني به" فأتي به فأمره أن يصنع له هذه المراقي، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة. فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع، وعمد إلى الذي صُنع له، جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فسمع بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال: "اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت فأغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها، فيحسن نبتك، وتثمر، فيأكل أولياء الله من ثمرتك فعلت". فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "نعم فعلت". مرتين. فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "أحب أن أغرسه في الجنة". وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة يُسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: "ابنو لي منبراً" فبنوا له منبراً له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أنس: وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت. فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال : يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه، لمكانه من الله عز وجل، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه !. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب على جذع، فأتاه رجل رومي فقال: "اصنع لي منبراً أخطب عليه". فصنع له منبره هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضمه إليه فسكت، فأمر به أن يدفن ويحفر له. قال ابن النجار : طول منبر النبي صلى الله عليه وسلم -أي ارتفاعه- ذراعان وشبر وثلاثة أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره -أي ارتفاع مسنده- وهو مستند النبي صلى الله عليه وسلم ذراع، وطول رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس، شبر وإصبعان. وروى يحيى عن ابن أبي الزناد : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه قام على الدرجة الثانية، ووضع رجليه على الدرجة السفلى، فلما ولي عمر رضي الله عنه، قام على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان رضي الله عنه، فعل ذلك ست سنين من خلافته، ثم علا إلى موضع النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عثمان رضي الله عنه أول من كسا المنبر قُبْطية (الثوب الرقيق الأبيض من ثياب مصر). وقد تعددت درجات المنبر فيما بعد، كما تعددت صناعته، فكان يصنع أحياناً من الخشب أو من المرمر، أو من الرخام. تطور المنبر في المسجد النبوي الشريف : 1- كان المنبر على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين يتكون من درجتين ومقعد، كما سبق ذلك. 2- لما انتقل الأمر إلى الدولة الأموية، زاد معاوية بن أبي سفيان في المنبر فجعله ست درجات ومقعداً. 3- ولما انتقل الأمر إلى الدولة العباسية، قام بعض الخلفاء بتجديد المنبر نظراً لتقادم صناعته. 4- في عام 654هـ : احترق المسجد النبوي الشريف واحترق المنبر أيضاً، فأرسل الملك المظفر صاحب اليمن منبراً جديداً له رمَّانتان فنصب في موضع المنبر النبوي الشريف، وبقي عشر سنوات يُخطب عليه. 5- وفي سنة 664هـ : أرسل الظاهر بيبرس البندقاري منبراً جديداً، فقلع منبر صاحب اليمن، ونصب منبر الظاهر محله، وخُطب عليه حتى سنة 797هـ، حيث بدأ فيه أكل الأرضة. 6- في عام 797هـ : أرسل الظاهر برقوق منبراً جديداً، حل محل منبر الظاهر بيبرس. 7- في عام 820 هـ : أرسل المؤيد شيخ منبراً جديداً، حل محل منبر الظاهر برقوق. 8- في عام 886 هـ : احترق المسجد النبوي الشريف، فاحترق منبر المؤيدشيخ معه، فبنى أهل المدينة منبراً بالآجر طلي بالنوره، ووضع في محله ظناً منهم صواب وضعه. 9- في عام 888 هـ : أرسل الأشرف قايتباي منبراً من الرخام، فأزيل المنبر الذي بناه أهل المدينة، ووضع مكانه. 10- في عام 998 هـ: أرسل السلطان مراد العثماني منبراً مصنوعاً من الرخام جاء في غاية الإبداع، ودقة صناعته، وروعة زخرفته ونقوشه، وطلي بماء الذهب، فنقل منبر قايتباي إلى مسجد قباء. ووضع منبر السلطان مراد مكانه. وهو الموجود في المسجد النبوي الشريف الآن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire